للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٢ - قال ابنُ وهب: (حدثنا مالكُ بن أنس قال: قال زيدُ بن أسلم: إن الحكمة: العقل. قال مالك: وإنه ليقعُ في قلبي أن الحكمةَ هي الفقه في دين الله، وأمرٌ يُدخله الله في القلوب من رحمته وفضله. وممّا يُبيّن ذلك أنك تجدُ الرجلَ عاقلًا في أمر الدنيا إذا نظر فيها، وتجدُ آخرَ ضعيفًا في أمر دنياه، عالمًا بأمر دينه، بصيرًا به، يؤتيه الله إياه، ويحرمه هذا، فالحكمةُ: الفقه في دين الله) (١).

٥٣ - ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ﴾ [البقرة: ٢٨٠]. عن مغيرة بن مِقسم عن الحسن: (أن الربيع بن خُثَيم كان له على رجلٍ دَيْن، فيقول: أثَمَّ فلانٌ؟ إن كنت موسرًا فأدِّه، وإن كنت مُعسرًا فإلى مَيْسرَة. قال مغيرةُ: فقلت ذلك لإبراهيم النخعي: فقال: إنما ذلك في الربا) (٢).

٥٤ - عن ابن سيرين: (أن رجلَين اختصما إلى شُريح في حقٍّ كان لأحدهما قِبلَ الآخر، فقضى عليه شُريح وأمرَ بحبسه، فقال رجلٌ عنده: إنه مُعسر، والله يقول في كتابه: ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ﴾ [البقرة: ٢٨٠]. فقال شُريح: إنما ذلك في الربا، وإن الله قال في كتابه: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ [النساء: ٥٨]، ولا يأمرُنا الله بشيءٍ ثمّ يعذّبنا عليه) (٣).

٥٥ - قال سفيان بن عيينة: (ليس تأويل قوله: ﴿أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى﴾ [البقرة: ٢٨٢] من الذِّكْر بعد النِّسيان، إنما هو من الذَّكَر، بمعنى أنها إذا شهدت مع الأخرى صارت شهادتهما كشهادة الذَّكَر) (٤).


(١) تفسير ابن أبي حاتم ٢/ ٥٣٢. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: ٣٨٦).
(٢) سنن سعيد بن منصور ٣/ ٩٨٤، وجامع البيان، لابن جرير ٥/ ٥٨.
(٣) جامع البيان، لابن جرير ٥/ ٥٧.
(٤) جامع البيان، لابن جرير ٥/ ٨٩. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: ٣٩٠).

<<  <   >  >>