للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

على عليّ بن الحسين، فسألته عن هذه الآيات في المائدة، وحدّثته أني سألت عنها سعيدَ بن جبير ومقسمًا، قال: فما قال مقسم؟ فأخبرته بما قال، قال: صدق، ولكنه كفرٌ ليس ككفرِ الشرك، وفسقٌ ليس كفسق الشرك، وظلمٌ ليس كظلم الشرك. فلقيتُ سعيد بن جبير فأخبرته بما قال، فقال سعيد بن جبير لابنه: كيف رأيته؟! لقد وجدتُ له فضلًا عليك وعلى مِقسم) (١).

١١٧ - قال أبو البختري: (سأل رجلٌ حذيفة عن هؤلاء الآيات: ﴿وَمَنْ لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة: ٤٤]، ﴿فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [المائدة: ٤٥]، ﴿فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [المائدة: ٤٧]؟ قال: قيل ذلك في بني إسرائيل. قال: نِعمَ الإخوة لكم بنو إسرائيل، إن كان لهم كلُّ مُرّة، ولكم كلُّ حُلوة، كلا والله لتسلكنّ طريقَهم قَدرَ الشّراك) (٢).

١١٨ - قال أبو الزّناد: (ذكرَ رجلٌ عند عبيد الله بن عبد الله بن مسعود: ﴿وَمَنْ لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة: ٤٤]، ﴿فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [المائدة: ٤٥]، ﴿فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [المائدة: ٤٧]، فقال عبيدُ الله: أما والله إن كثيرًا من الناس يتأوّلون هذه الآيات على ما لم ينزلن عليه، وما أُنزلن إلا في حيّيْن من يهود قريظة والنّضير، وذلك أن إحدى الطائفتين كانت قد غزت الأخرى وقهرَتها قبل قدوم النبي المدينة، حتى ارتضوا واصطلحوا على أن كلّ قتيلٍ قتلَته العزيزةُ من الذّليلة فدِيَتُه خمسون وَسقًا، وكلّ قتيلٍ قتلَته الذّليلة من العزيزة فدِيَتُه مئةَ وَسق، فأعطوهم فَرَقًا وضَيمًا، فقدم النبي وهم على ذلك، فذلّت الطائفتان بمقدم النبي ، و النبي صلى الله عليه وسلملم يظهر عليهما. فبينما هما على ذلك أصابت الذّليلةُ من العزيزة قتيلًا،


(١) الدر المنثور، للسيوطي ٣/ ٨٣.
(٢) تفسير الثوري (ص: ١٠١). وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: ٢٥٦).

<<  <   >  >>