للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فقالت العزيزة: أعطونا مئةَ وَسق. فقالت الذّليلة: وهل كان هذا قطُّ في حيّيْن دينهما واحدٌ، وبلدُهما واحد، دِيَة بعضهم ضعف دية بعضٍ؟ إنما أعطيناكم هذا فرقًا منكم وضيمًا، فاجعلوا بيننا وبينكم محمدًا ، فتراضيا على أن يجعلوا النبي بينهم. ثم إن العزيزةَ تذاكرت بينها، فخشيت أن لا يُعطيها النبي من أصحابها ضِعفَ ما يُعطي أصحابها منها، فدسّوا إلى النبي إخوانهم من المنافقين، فقالوا لهم: أُخبُروا لنا رأي محمد ، فإن أعطانا ما نريد حكّمناه، وإن لم يُعطنا حذِرناه ولم نُحكّمه. فذهب المنافقُ إلى النبي ، فأَعلمَ الله تعالى ذكرُه نبيَّه ما أرادوا من ذلك الأمر كلّه. قال عبيدُ الله: فأنزل الله تعالى ذكرُه فيهم: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ﴾ [المائدة: ٤١]، هؤلاء الآيات كلُّهن حتى بلغ: ﴿وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [المائدة: ٤٧]، قرأ عبيدُ الله ذلك آيةً آيةً، وفسّرَها على ما أُنزل، حتى فرغَ من تفسير ذلك لهم في الآيات، ثم قال: إنما عَنى بذلك يهودَ، وفيهم أُنزلت هذه الصّفَة) (١).

١١٩ - قال طاوس: (﴿وَمَنْ لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة: ٤٤]، ليس بكفر ينقل عن الملة) (٢).

١٢٠ - قال ابن عباس : (﴿وَمَنْ لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة: ٤٤]، هي به كفر، وليس كفرًا بالله وملائكته وكتبه ورسله. أو: وليس كمن كفر بالله واليوم الآخر وبكذا وكذا. أو: ليس بالكفر الذي تذهبون إليه) (٣).


(١) جامع البيان، لابن جرير ٨/ ٤٦١.
(٢) جامع البيان، لابن جرير ٨/ ٤٦٥.
(٣) جامع البيان، لابن جرير ٨/ ٤٦٥.

<<  <   >  >>