للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٣٧ - قال قيس بن أبي حازم: (قال أبو بكر وهو على المنبر: يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية على غير موضعها: ﴿لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ [المائدة: ١٠٥]، وإن الناس إذا رأوا الظالمَ فلم يأخذوا على يديه عمَّهم الله بعقابه. وفي لفظ: سمعت رسول الله يقول: «إذا رأى الناسُ المنكرَ فلم يغيّروه، والظالمَ فلم يأخذوا على يديه، فيوشك أن يعمّهم الله منه بعقاب» (١).

١٣٨ - قال أبو أميّة الشّعباني: (أتيتُ أبا ثعلبة الخُشَني فقلت له: كيف تصنع في هذه الآية؟ قال: أيّةُ آية؟ قلت: قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ [المائدة: ١٠٥]، قال: أما والله لقد سألتَ عنها خبيرًا، سألتُ عنها رسول الله فقال: «بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيتَ شُحًّا مُطاعًا، وهوىً متَّبَعًا، ودنيا مؤثَرة، وإعجابَ كلِّ ذي رأيٍ برأيه، فعليك بخاصّةِ نفسِك، ودَع عنك أمرَ العوامّ، فإن من ورائِكم أيام الصبر، الصابرُ فيهنّ مثلُ القابضِ على الجمر، للعامل فيهنّ مثلُ أجرِ خمسين رجلًا يعملون مثلَ عملِكم» (٢).

١٣٩ - عن أبي عامر الأشعري: (أنه كان فيهم شيء، فاحتبس على رسول الله ، ثم أتاه فقال: ما حبسك؟ قال: يا رسول الله قرأت هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ [المائدة: ١٠٥]. قال: فقال له النبي : «أين ذهبتم! إنما هي لا يضرُّكم من ضلَّ من الكفار إذا اهتديتم» (٣).

١٤٠ - محمد بن عبد الله التيمي عن أبي بكر قال: (سمعت رسولَ الله يقول: «ما ترك قومٌ الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بذلٍّ، ولا أقرَّ قومٌ المنكرَ بين أظهارهم إلا عمَّهم الله بعقاب، وما بينكم وبين أن يعمَّكم الله بعقابٍ من عنده إلا أن


(١) جامع البيان، لابن جرير ٩/ ٥٢.
(٢) جامع البيان، لابن جرير ٩/ ٤٨. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: ٨٩).
(٣) الدر المنثور، للسيوطي ٣/ ١٩٨.

<<  <   >  >>