وقد خالفه محاضر بن المورع، وهو وإن كان فيه بعض الكلام إلا أنه مقدَّم عليه في الأعمش.
قال ابن عدي:"روى عن الأعمش أحاديث صالحة مستقيمة".
وقد رواه بلفظ:
"يبعث بعث، فيقال لهم: هل فيكم أحد صحب محمدًا؟ فيقال: نعم، فيُلتمس، فيوجد الرجل، فيستفتح، فيفتح عليهم ... ".
وبون شاسع بين هذا اللفظ، وبين اللفظ الذي قبله، ومما يؤيد هذا اللفظ أصل الحديث الذي في الصحيحين من رواية جابر، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، وهو:
"يأتي زمان يغزو فئام من الناس، فيُقال: فيكم من صحب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيقال: نعم، فيُفتح عليه .... ".
وفي رواية مسلم:"فيُفتح لهم".
وفي رواية ثانية عنده:"فيفتح لهم به".
أخرج البخاري (فتح: ٦/ ٦٨)، ومسلم (نووي: ٨/ ٣٠٠).
قلت: وهذا لا يدل ألبتة على أن الاستنصار كان بجاهه عند الله، ولا بالتوسل بجاهه، إذ لو كان كذلك فلا حاجة للسؤال عن وجوده أو عدم وجوده، وإنما هو بدعائه وإخلاصه، ولا قائل بالمنع من التوسل بدعاء الصالحين.