بل الذي أرجحه أن الفهري قد سرق هذا الحديث من عثمان بن خالد العثماني، وأنشأ له هذا الإسناد، ورفعه تارة، وأوقفه أخرى.
فقد أخرج الآجري في "الشريعة"(٢/ ٢٤٦) من طريق:
عثمان بن خالد، عن عبد الرَّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، قال: من الكلمات التي تاب الله بها على آدم عليه السلام، قال:
"اللهم إني أسألك بحق محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عليك، قال الله عزَّ وجلَّ: يا آدم، وما يدريك بمحمد؟ قال: يا رب، رفعت رأسي، فرأيت مكتوبًا على عرشك لا إله إلَّا الله محمد رسول الله، فعلمت أنه أكرم خلقك عليك".
وعثمان بن خالد هذا متروك الحديث كما قال الحافظ في "التقريب"، وقد حدَّث عن مالك وغيره بأحاديث موضوعة، وابن أبي الزناد متكلم فيه.
وقد ذكر المؤلف عدة متابعات واهية، وبيَّن ما فيها من الضعف، تبعًا لما ذكره العلامة الألباني - حفظه الله - في "التوسل".
إلَّا أنه عقب ذلك (ص: ٢٤٧ - ٢٤٨):
(وبعد كتابة ما تقدَّم؛ وجدت لحديث توسل آدم بالنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شاهدًا قويًّا.
فقد أخرج الحافظ أبو الحسن بن بشران، قال: حَدَّثَنَا أبو جعفر