طريق عبد الله العمري، فلربما كان الطريق عنده من رواية عبيد الله العمري - المصغر - وهو ثقة عند الجميع، وقد تقدَّم ما في هذه الرواية من الشذوذ والخطأ والاضطراب.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن ابن السكن يكون - إن ثبت أنه أخرج هذا الحديث من طريق العمري المكبَّر - قد خالف الجمهور في تضعيف العمري، وابن السكن وإن كان حافظًا كبيرًا إلا أن له غرائب في صحيحه، وأغاليط في كلامه على رواة النقل.
قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(٢١/ ٢١٩):
"رأيت له جزءًا من كتاب كبير صنفه في معرفة أهل النقل يدل على توسع في الرواية، إلا أن فيه أغاليط".
وقال الحافظ الذهبي في "السير"(١٦/ ١١٨):
"كان ابن حزم يثني على صحيحه المنتقى، وفيه غرائب".
قلت وله عبارة نقلها عنه الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في "مختصر علوم الحديث"(ص: ٢٩) تدل على توسعه في التوثيق والاحتجاج وتساهله، وهي أنه قال في سنن النسائي:
"إنه صحيح، وإن له شرطًا في الرجال أشد من مسلم".
وقد رد عليه الحافظ ابن كثير، ومثله الحافظ ابن حجر في ذلك.