صالح له، فكذلك قد ذكره في "الضعفاء"(٣٣٥) اعتمادًا على تضعيف ابن معين، وابن عمار الموصلي له.
وعبارته هناك:
"وقال ابن معين: عبد الله العمري: ضعيف.
حدثنا محمد بن الحسين، حدثنا حسين بن إدريس، قال: قال محمد بن عبد الله بن عمار الوصلي: عبد الله بن عمر العمري، لم يتركه أحد إلا يحيى، وزعموا أنه كان أكبر من عبيد الله، إلا أنه كان ضريرًا، وزعموا أنه أخذ كتب عبيد الله فرواها".
فليس اعتبار ذكره في "الثقات" بأحق من اعتبار ذكره في "الضعفاء"، بل الثانية أولى وأحق، ذلك لأنها موافقة لقول الجمهور في جرح العمري، وكذلك فلأن ما نقله ابن عمار يعتبر من قبيل الجرح المفسر، وقوله:"زعموا" لا تقتضي الظن أو الشك في وقوع الأمر، وإنما هي من لغة العرب المستخدمة، ويعبرون بها عما ثبت ووقع، ودليل ذلك:
ما أخرجه الشيخان من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: نُهينا أن نسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شيء، فكان يُعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية، العاقل، فيسأله ونحن نسمع، فجاء رجل من أهل البادية، فقال: يا محمد! أتانا رسولك، فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك؟ قال:"صدق" .... الحديث.