فهو لَمْ يجتمع بأبي يوسف، ولم يدرك مقابلته، وإنما مات أبو يوسف قبل دخول الشافعي بغداد.
ومن ذلك أن محمد بن الحسن أخرج له كتابًا اسمه "الأوسط" من تأليف أبي حنيفة، ولا يُعرف لأبي حنيفة كتاب بهذا الاسم، ومن ذلك ضرب الإِمام مالك بيده على قبر النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يه، والثابت عنه أنه نهى عن لمس قبر النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما في رواية ابن وهب التي نقلها القاضي عياض في "الشفا"(٢/ ٦٧١)، قال: لا يمس القبر بيده.
ومما ورد في هذا الكتاب من الأباطيل أن مالك لما أغناه الله كانت له ثلاث مائة جارية، يبيت عند إحداهن ولا يعود إليها إلَّا على رأس الحول، وغيرها من الأباطيل، والتي منها كذب الإِمام الشافعي على مالك - وحاشاه - حينما أراد الخروج عنه إلى محمد بن الحسن الشيباني.
وسند هذا الكتاب مسلسل بالمجاهيل، وهو أتلف من رحلة الشافعي برواية البلوي.
وقد قال الإِمام الذهبي - رَحِمَهُ اللهُ - في ترجمة الشافعي من "السير"(١٠/ ٧٨):
"سمعنا جزءًا في رحلة الشافعي، فلم أسق منه شيئًا لأنه باطل