قلت: هو هذا الكتاب على الأقرب، لا رحلة الشافعي برواية البلوي كما أشار محقق "السير"، فإن الثانية مشهورة في تصانيف البيهقي، والآبري، والرازي، فلو كانت هي لعزاها إلى أحد هؤلاء.
(١٠) رواية عن الإِمام أحمد:
في مس قبر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وقد انتصر الحافظ الذهبي - رَحِمَهُ اللهُ - لهذه المسألة أيما انتصار في "معجم شيوخه" (ص: ٥٥)، ونقل عن الإِمام أحمد - رَحِمَهُ اللهُ - جواز ذلك، فقال:
"وقد سئل أحمد بن حنبل عن مس القبر النبوي وتقبيله فلم ير بذلك بأسًا، رواه عنه عبد الله بن أحمد".
قلت: والإمام الذهبي إمام معتبر كبير، محقق، مدقق، وقوله هذا زلة من عالم، غير معتمدة، ولا يُتابع عليها، وأما نقله عن أحمد في ذلك فهو وهم على الأقرب، وإنما نقل عنه في "السير" (١١/ ٢١٢) من رواية عبد الله، أنه سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ويمس الحجرة النبوية، فقال: لا أرى بذلك