وفي البديع لمحمد بن مسعود الغزني: ولما أفرط في كثرة استعماله أخرجته من الفعلية إلى الحرفية حتى صار مثل لعل في اقتضاء الاسم والخبر كقولهم: عساه يخرج، وعساهما خارجان، وعساهم خارجون، وعساك، وعساكما، وعساكم أي لعله يخرج، ومن قال: عسى أنت قائم، وعسى أنتم تذهبنو، يريد جعله عسى أيضًا بمعنى لعل، لكنه لم يعملها فيهن انتهى.
وخبر هذه الأفعال يرفع ضمير الاسم قبله لا سببية، فلا يجوز طفق زيد، يتحدث أخوه، ولا أنشأ عمرو ينشد ابنه، ولا جعل زيد يضربه عمرو، ويجوز: جعل زيد يضرب مبينًا للمفعول، واستثنى بعض أصحابنا: عسى فذكر أن الفعل فيها يرفع السببي وأنشدوا:
وماذا عسى الحجاج يبلغ جهده ... ... ... ... ...
بنصب جهده ورفعه، وقالوا: يجوز عسى زيد أن يرحمه الله، فهذا لم يتحمل ضمير زيد المرفوع، ولا رفع السببي، وقد جاء الفعل بعد كاد، وجعل رافعًا السببي، وأولوا ذلك، وإذا دخل النفي على «كاد»، ويكاد دل على نفي