لم نر أحدًا من النحويين وضع هذا الباب، وبعض أصحابنا وهو أبو إسحاق البهاري ذكر من ذلك شيئًا في كتابه (إملاء المنتحل في شرح كتاب الجمل) وصاحب النهاية ذكر من ذلك شيئًا في كتابه، ونحن نلخص ما ذكراه في هذا الباب فنقول: الحقيقة ما استعمل في الموضوع له، أولا، والمجاز ما استعمل في غير الموضوع له أولاً.
ومن أقسامه الاستعارة كقوله تعالى:«جدارًا يريد أن ينقض»، والقلب كقولهم: خرق الثوب المسمار، والحذف كقوله تعالى:«وسئل القرية»، والزيادة كقوله تعالى:«ليس كمثله شيء» زاد الكاف، والتشبيه كقوله تعالى:«كسراب بقيعة»، وقلب التشبيه نحو
... ..... ... يكون مزاجها عسل وماء
والكناية كقوله تعالى:«كانا يأكلان الطعام»، والتعريض كقوله تعالى:«قال يا قوم ليس بي سفاهة»، والانقطاع من الجنس كقوله تعالى:«إلا إبليس»، وتسمية الشيء بما يقابله كقوله تعالى:«وجزؤا سيئة سيئة مثلها» وتسمية الشيء بالسبب فيه كقوله تعالى: «قد أنزلنا عليكم لباسا»،