للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتسمية بما يئول إليه كقوله تعالى: «إني أراني أعصر خمرا» وإضافة الشيء إلى ما لا يستحق ذلك كقوله تعالى: «بل مكر الليل والنهار»، والإخبار عن الشيء ووصفه بغيره كقولهم: نهاره صائم وليله قائم، وورود المدح في صورة الذم، أو الذم في صورة المدح كقوله تعالى: «ذق إنك أنت العزيز الكريم»، وقالوا: ما أشعره قاتله الله، وأخزاه الله ما أفصحه، وورود الأمر بصيغة الخبر أو الخبر بصيغة الأمر كقوله تعالى: «يرضعن أولادهن»، وقال تعالى: «أسمع بهم وأبصر»، وورود الواجب أو المحال في صورة الممكن كقوله تعالى: «عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا» وقول امرئ القيس:

لعل منايانا تحولن أبؤسا

والتنبيه كقولهم: العسل أحلى من الخل، والأمثال كقولهم: (الصيف ضيعت اللبن)، والتقديم والتأخير كقوله تعالى: «والذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى» وتجاهل العارف كقوله تعالى: «وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين»، انتهى ما لخص من كلام البهاري.

وأما صاحب النهاية، وهو أبو المعالي الموصلي ابن الخباز، فذكر رسمًا للحقيقة، وهو لفظ يستعمل لشيء وضع الواضع مثله لمثله لا عينه لعينه كالأسد لليث، ثم قال: وعلامتها سبق الفهم إلى معناها، وقال: المجاز لفظ يستعمل لشيء بينه وبين الحقيقة اتصال، وذلك كاتصال التشبيه، كاستعمال الأسد للشجاع، واتصال التسبب كاستعمال السماء للنبات، أو اتصال البعضية

<<  <  ج: ص:  >  >>