للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كاستعمال الحافر لذي الحافر، أو اتصال الكلية كاستعمال العالم لبعضه، أو كاتصال العموم كاستعمال الحجر للياقوت، أو اتصال الخصوص كاستعمال السيف للسلاح، أو اتصال الإضافة كاستعمال القرية لأهلها، أو اتصال الاشتمال كاستعمال الشيء لما هو يشتمل عليه نحو: الغائط للعذرة، والخيل للفرسان، والسلاح للمتسلح، والثوب للابس في قولهم: سلب زيد ثوبه، وليس في الدار إلا الأوارى، ولم ينج من الحرب فلان إلا فرسه، وعلامة المجاز قرينة تصرف الفهم عن معنى الحقيقة إليه، وذكر متوسطًا بني الحقيقة والمجاز، قال: وهو لفظ يستعمل لشيء وضع الواضع مثله لعينه كالأعلام للأشياء المعينة كـ (مكة) للبقعة المعينة، قال: والحقيقة لغوية كالأسد لليث، وعرفية كالمنارة للمئذنة، وشرعية كالصلاة لعبادة مخصوصة انتهى كلامه، وأكثر ما تكلم في هذه المسألة في أصول الفقه وعلم البيان، ونظمت أنا في ذلك:

اللفظ إن أريد منه الظاهر ... حقيقة مجازه مغاير

لا بد من علاقة تكون ... بينهما تقرب أو تبين

مثاله ما قال بعض العربان ... صار الثريد في رءوس العيدان

أراد بالثريد حب السنبلة ... سماه بالشيء الذي يئول له

وفي الأعم جعلوا مداره ... كناية تمثيلاً استعارة

كناية إن ثبت المعنى لما ... يكون عن وجوده قد لزما

كقولهم يتعب هندًا ردفها ... كمثل ما يريح دعدا عطفها

وذا رماد قدره جليل ... وذا نجاد سيفه طويل

دلا على الجود، وطول القامة ... كلاهما لذا، وذا علامة

وربما ينسب ما يراد ... لشامل لمن له المراد

نحو رقاش الحسن في برديها ... وحبذا التفاح في خديها

والنحو واللغا لسيبويه ... في قبة مضروبة عليه

تمثيله كنحو إن بشرا ... مقدم رجلا مؤخر أخرى

إذا يكون فعله ترددا ... في فعله أو تركه ما قد بدا

ونحو لم يبرح أبو المناقب ... يقبل في ذروته والغارب

<<  <  ج: ص:  >  >>