للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ثم): تشرك في الحكم وترتب بمهلة، وذهب الفراء فيما حكاه السيرافي عنه والأخفش، وقطرب فيما حكاه (أبو محمد عبد المنعم بن الفرس في مسائله الخلافيات عنه) إلى أن (ثم) بمنزلة الواو، لا ترتب، ومنه عندهما: «ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها» ومعلوم أن هذا الجعل كان قبل خلقنا، وزعم بعضهم أنها تقع موقع الفاء وجعل من ذلك:

... ... ... ... ... ... جرى في الأنابيب ثم اضطرب

أي فاضطرب، كما تقع (الفاء) موقع (ثم) في قول بعضهم، وجعل منه: «ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما» فالفاء في (فخلقنا) (فكسونا) واقعة موقع (ثم)، لما في معناه من المهلة، وكقوله:

إذا مسمع أعطتك يومًا يمينه ... فعدت غدا عادت عليك شمالها

<<  <  ج: ص:  >  >>