للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر أبو علي أنه يقال للرجل: هلم كذا فتقول: لا أهلمه أي لا أعطيه قاله الجوهري، وقال أيضًا: كان ذلك عام كذا (وهلم جرا) معناه: تعالوا على هينكم مثبتين، وانتصاب (جرا) على أنه مصدر في موضع الحال أي جارين قاله البصريون، وقال الكوفيون: مصدر؛ لأن معنى (هلم): جروا. وقيل انتصب على التمييز، وأول من قاله عائذ بن يزيد في جواب جنندلة قال:

فإن جاوزت مقفرة رمت بي ... إلى أخرى كتلك هلم جرا

وقال المؤرج بن الزمار التغلبي:

المطعمين لدى الشتاء ... سدائفًا ملنيب تمرا

في الجاهلية كان سو ... ددوائل فهلم جرا

يقال للشيء الكثير (هلم جرا)

و (حيهل) مركبة من (حي) ومعناها أقبل، وهلا، وهلا، قال ابن هشام: بمعنى عجل، وقيل: هل بمعنى قر، وتقدم، وقيل (هل) يظهر أنها صوت للإبل ركبا، وصار كـ (خمسة عشر) مفتوحتين، وسمى بمجموعهما الفعل تقول: حيهل الثريد بمعنى: ائت الثريد واحضره، وقال بعضهم: حيهل الصلاة أي اقصدوا الصلاة فهذه متعدية، ويجوز أن تكون لازمة، فتعدى بـ (إلى) على معنى تعالى إلى كذا، أو بالباء بمعنى أسرع بكذا، أو بـ (على) على معنى أقبل على كذا.

وفيها لغات: حيهل، وحيهل، وقد ينونان، فلا يكون إذ ذاك إلا بمعنى ائت، وإذا وقفوا فبالألف، أو بهاء السكت، و (حيهلا) بإثبات الألف وصلاً ووقفًا من غير تنوين قال الشاعر:

<<  <  ج: ص:  >  >>