إسلامه، وجاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - المدينة مهاجراً، فجعلت ابنها أنساً خادماً له، فخدمه عشر سنين، فاستفاد صحبته وعلمه وأدبه وكونت أم سليم أسرة ظللها الإسلام بظلَّه، واتصلت هذه الأسرة برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ففاز أعضاؤها كلهم، وسعدوا.
ترجمة أم سليم:
١ - التعريف بأم سليم: اشتهرت هذه المرأة الصالحة بكنيتها، وهي أم سليم، وأصحُّ ما قيل في اسمها أنها الغميصاء أو الرُّميصاء، وهي بنت ملحان ابن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، الخزرجية الأنصارية [سير أعلام النبلاء: ٢/ ٣٠٤].
وهي والدة الصحابي الجليل أنس بن مالك خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، جاء الإسلام، فشرق زوجها بالإسلام، وخرج من المدينة، وهلك بالشام.
٢ - زواج مهره إسلام الزوج: خطب أم سليم بعد هلاك زوجها أبو طلحة، وهو زيد بن سهل بن الأسود النجاري الخزرجي، فقالت له:"أنت كافر، وأنا مسلمة، فإن تسلم فذلك مهري، فأسلم، وحسن إسلامه، وصحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزواته، وبقى مجاهداً من بعده، وتوفي في سفينة تجري على ثبج البحر، ودفنوه بعد سبعة أيام في جزيرة نائبة غير معروفة".
٣ - قوة علاقة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بها وبأسرتها: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتي بيتها، وكان يقبل عندها، وكانت تجمع عرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نام، وتضعه في قوارير، وتدوف به طيبها، وطيب أهلها، وكانت تهدي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تمر بساتين زوجها، فيقبله منها، وكان زوجها يدعو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيأتي صحبة العدد الكبير من أصحابه، فيدعو الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالطعام القليل، فيكفي العدد الكثير.