للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووضع يديه على ركبتي ثم قال: يا ابن أبي زياد، استدفأت في مردعتك (١) هذه، قال: وعليّ مدرعة من صوف، واسترحت مما نحن فيه، ثم سألني عن صلحاء أهل المدينة رجالهم ونسائهم، فما ترك منهم أحداً إلا سألني عنه، وسألني عن أمورٍ كان أمر بها بالمدينة فأخبرته، ثم قال لي يا بن زياد ألا ترى ما وقعت فيه؟ قال: قلت: أبشر يا أمير المؤمنين، إني أرجو لك خيراً.

قال: هيهات هيهات، قال: ثم بكى حتى جعلت أرثي له، فقلت: يا أمير المؤمنين بعض ما تصنع، فإني أرجو لك خيراً، قال: هيهات هيهات أشتم ولا أشتم، وأضرب ولا أضرب، وأوذي ولا أؤذى. ثم بكى حتى جعلت أرثي له، فأقمت حتى قضى حوائجي، ثم أخرج من تحت فراشه عشرين ديناراً، فقال: استعن بهذه، فإنه لو كان لك في الفيء حقّ أعطيناك حقك، إنما أنت عبدٌ، فأبيت أن آخذها، فقال: إنما هي من نفقتي، فلم يزل بي حتى أخذتها، وكتب إلى مولاي يسأله أن يبيعني منه فأبى وأعتقني.

م - وعن عمرو بن مهاجر قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: إذا رأيتني قد ملت عن الحق فضع يدك في تلبابي ثم هزَّني، ثم قل: يا عمر ما تصنع؟

ن - وعن عبيد الله بن محمد التميمي، قال: سمعت أبي وغيره يحدث أن عمر بن عبد العزيز لما ولي منع قرابته ما كان يجري عليهم، وأخذ منهم القطائع التي كانت في أيديهم، فشكوا إلى عمته فاطمة بنت مروان أم عمر، فدخلت، فقالت: إن قرابتك يشكونك، ويزعمون أنك أخذت منهم خير غيرك، قال: ما منعتهم حقاً، ولا أخذت منهم حقاً.


(١) جبة من صوف مشقوقة.

<<  <   >  >>