للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أصبح، فلم يصلِّ سعيد تلك الليلة، فشق عليه فقال: ما له قطع الله صوته؟ قال: فما سمع له صوتٌ بعدها، فقالت أمّه: يا بني لا تدع على شيء بعدها.

عن عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير، قال: إن الخشية أن تخشى الله حتى تحول خشيته بينك وبين معصيتك، فتلك الخشية.

عن يحيى بن عبد الرحمن قال: سمعت سعيد بن جبير يردد هذه الآية: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} [يس: ٥٩] حتى يصبح.

٤ - ما جرى لسعيد مع طاغية عصره الحجاج: قال المصنف: كان سعيد ابن جبير فيمن خرج على الحجاج من القراء، وشهد دير الجماجم (١)، فلما انهزم أصحاب الأشعث هرب فلحق بمكة، فأخذه بعد مدة طويلة خالد بن عبد الله القسري، وكان والي الوليد بن عبد الملك على مكة، فبعث به إلى الحجاج.

وعن أبي حصين قال: أتيت سعيد بن جبير بمكة، فقلت: إن هذا الرجل قادم، يعني خالد بن عبد الله، ولا آمنة عليك، فأطعني واخرج، فقال: والله لقد فررت حتى استحييت من الله، قلت: والله إني لأراك كما سمّتك أمك، سعيداً.

قال: فقدم مكة، فأرسل إليه فأخذه، فأخبرني يزيد بن عبد الله قال: أتينا سعيد بن جبير حين جيء به، فإذا هو طيب النفس، وبنيّة له في حجره، فنظرت إلى القيد فبكت، فشيّعناه إلى باب الجسر، فقال له الحرس: أعطنا كفلاء، فإنا نخاف أن تغرق نفسك. قال يزيد: فكنت فيمن كفِّل به.

عن داود بن أبي هند قال: لا أخذ الحجاج سعيد بن جبير قال: ما أراني إلا مقتولاً، وسأخبركم أني كنت أنا وصاحبان لي دعونا حين وجدنا حلاوة


(١) موقعة كانت بين جيش الحجاج وجماعة عبد الرحمن بن الأشعث.

<<  <   >  >>