للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلا يكون. ١١ أما الودعاء فيرثون الأرض، ويتلذذون في كثرة السلامة" [المزمور السابع والثلاثون: ٩ - ١١].

ثم ذكر المزمور المزيد من الذكر، ثم قال: "٢٩ الصديقون يرثون الأرض ويسكونها إلى الأبد" [المزمور السابع والثلاثون: ٢٩].

نهى هذا المزمور عن الغيرة من الأشرار الذين يملكون الجاه والمال والسلطان، ونهى عن حسد عمّال الإثم من الكفر والشرك والذنوب والمعاصي، فإنه سيكون حالهم حال الحشيش سريعاً ما يجف ويذبل ويقطع، وأمر بالتوكل على رب العباد، وفعل الخيرات، وأمر بسكنى الأرض، أي في جانب من جوانبها، وأمر بحفظ الأمانة، وأمر بعبادة الله بحبة واشتياق، فيعطيك ما تطلبه، وأمر بأن يسلم العبد للرب طريقه، ويتوكل عليه، فيخرج برّك مثل النور، ويبرز حقك كما تبرز الظهيرة، وأمر بانتظار الرب والصبر له، أي: بالمحافظة على طاعته، والصبر على ذلك، ونهى عن الغيرة من الذي ينجح في عمل الشر، وأمر بالكف عن الغضب، وترك السخط، ولا يضر الإنسان ما يفعله الأشرار.

ثم قرر بعد هذا الذكر كله أن عاملي الشر يقطعون، والذين ينتظرون الرب هم الذين يرثون الأرض، وهذا معنى قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: ١٠٥].

ثم ذكر أن الشرير وهو الشيطان وأتباعه سيهلكون، وأما الودعاء الصالحون فهم يرثون الأرض، ويتلذذون في كثرة السلامة، وهذا يكون على الوجه الأكمل بعد نزول عيسى كما سبق بيانه.

ثم ذكر المزمور المزيد من الذكر وقال: "الصديقون يرثون الأرض ويسكنونها إلى الأبد".

<<  <   >  >>