للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسجد ولولا أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ينبغي أن يزاد في المسجد" ما زدت فيه شيئًا (١).

وروى الإمام أحمد: أن عمر زاد في المسجد من الاسطوانة إلى المقصورة. وزاد عثمان، فقال عمر: لولا أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ينبغي أن نزيد في مسجدنا" ما زدت فيه (٢).

* وذكر ابن النجار وغيره: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يومًا وهو في مصلَّاه في المسجد "لو زدنا في مسجدنا"، وأشار بيده الكريمة نحو القبلة (٣). فلما وَلي عمر وأراد الزيادة أجلسوا رجلًا في المصلى ثم رفعوا يده وخفضوها، ثم جيء بمقاط، فوضعوا طرفه بيد الرجل ثم مدَّوه، فلم يزالوا يقدمونه ويؤخرونه حتى رأوا أن ذلك شبيه بما أشار به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان موضع جدار عمر رضي الله تعالى عنه في القبلة. وجعل عمر طول المسجد: أربعين ومائة ذراع (٤)، وعرضه: عشرون ومائة ذراع، وبدل أساطينه بأُخر من جذوع النخل- كما كانت على عهده عليه الصلاة والسلام وسقَفه بجريد وجعل له ستة أبواب: بابين عن يمين القبلة، وبابين عن يسارها، وبابين خلفها. ثم قال لما فرغ من زيادته: لو انتهى بناؤه إلى الجبَّانة لكان الكل مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وقال أبو هريرة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "لو زيد فى هذا المسجد ما زِيد لكان الكل مسجدي".


(١) "الدرة الثمينة" (١٧١)، "المسند" (١/ ٤٧).
(٢) "المسند" (١/ ٤٧).
(٣) "الدرة الثمينة" (١٧١).
(٤) في "م" "ذراعي".

<<  <   >  >>