للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الحربي (١):

٣٦ - أنا هارون بن معروف، قال: أنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو: أن سليمان بن زياد حدثه: أن عبد الله بن الحارث حدثه: أن أيمن وفتية معه تعرّوا واجتلدوا (٢)، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا من الله استَحْيَوْا، ولا من رسوله استَتَروا"، وأم أيمن تقول: يا رسول الله! استغفر لهم (فبلأيِ ما) (٣) استغفر لهم.

وهذا الإسناد حسن، وسليمان بن زياد ثقة.

وأحسن ما في هذا حديث ذكره البزار (٤)، قال:

٣٧ - أنا بشر بن آدم، قال: أنا إسرائيل، عن مسلم، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: "كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يغتسل من وراء الحجرات، وما رؤي عورته قط".

قال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من وجه متصل بأحسن من هذا الإسناد.


(١) هو الإِمام الكبير، الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي البغدادي، ولد سنة ثمان وتسعين ومئة، تفقّه على الإِمام أحمد، وكان من جملة أصحابه، قال الخطيب: كان إمامنا في الحديث، من مؤلفاته: غريب الحديث، مات في ذي الحجة سنة ست وثمانين ومئتين، انظر: تذكرة الحفّاظ: ٢/ ٥٨٤.
(٢) اجتلدوا: تضاربوا بالأزر، وقد جعلوها مثل السياط.
(٣) في الأصل: "ملان"، والصواب: "فبلأي ما".
(٤) ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد: ١/ ٢٦٩، باب التستر عند الإغتسال والنهي عن الإغتسال بالفضاء، ولفظه: عن ابن عباس قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغتسل من وراء الحجرات وما رأى عورته أحد قط".
(قال أبو محمود وفقه الله: وقد أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: ١١/ ٨٥، من طريق إسرائيل، عن مسلم بن كيسان الملائي الأعور .. به، وقد ضعَّفه غير واحد من الأئمة -ولم يخرج له من الستة إلا الترمذي وابن ماجه- وقول الهيثمي في (المجمع: ١/ ٢٦٩): اختلط في آخر عمره؛ فيه قصور).

<<  <   >  >>