للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإنك ذو قرنيها (١)، فلا تتبع النطرة النظرة، فإن لك الأولى". ذكره والذي قبله البزار (٢).

وسلمة بن أبي الطفيل لا نعلم له عن علي إلا هذا الحديث، ولا يعرف حاله، وروى عنه فطر بن خليفة (٣)، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث، (وسيأتي) (*) هدا المعنى بكثير مما (نحن) (٤) ذاكروه بعد، مثبوتًا في مواضعه إن شاء الله تعالى، وهو أمر لا نزاع فيه.

* * *

[فصل]

ليس عمَّا يُحدِثُ في القلب هوى، وللنفس (وَلوعًا) (**) بالمنظور إليه فقط، يجب غضُّ البصر، بل وعن أشياء كثيرة حرم الشرع النظر إليها، كما:

١٥ - روى جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لينتهينَّ أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة، أو لا ترجع إليهم".


(١) أي: ذو قرني هذه الأمة، وذلك لأنه كان له شجتان في قرني رأسه، أحدهما: من ابن ملجم، والأخرى: من عمرو بن ود، وقيل: طرفي الجنة وجانبيها، وقيل: أراد: ذو قرني الأمهّ، وقيل: أراد الحسن والحسين، والله أعلم.
(٢) ذكره الهيثمي بلفظه في "كشف الأستار"، باب النظر إلى المخطوبة: ٢/ ١٥٩، وعزاه إلى البزار، وفي "مجمع الزوائد" عزاه إلى الطبراني في الأوسط، قال: وزاد: "وليست لك الآخرة، ورجال الطبراني ثقات: ٤/ ٢٧٧.
ورواه أيضًا: الإِمام أحمد في المسند، عن علي، رقم (١٣٦٩، ١٣٧٣)، ولفظه: "يا علي! إن لك كنزًا في الجنة، وإنك ذو قرنيها، فلا تتبع النطرة النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"؛: وفيه ابن إسحاق، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات: ٤/ ٦٣.
(٣) فطر بن خليفة: الكوفي الشيعي، وثقه ابن معين، وقال: كان يشيع وهو يكتب حديثه، وقال أحمد: كان يغالي في التشيع، وقال السعدي: زائغ غير ثقة. الكامل: ٦/ ٢٠٥٦.
(*) في الأصل: "وسناير"، والظاهر ما كتبته.
(٤) في الأصل: "يحق", والصواب: "نحن".
(**) من ولع الشيء: أحبه وعلق به شديدًا.

<<  <   >  >>