ومن الذين علمت أنهم اختصروا كتاب "إحكام النظر في أحكام النظر بحاسة البصر" لابن القطان: أبو العباس أحمد بن قاسم القباب، المتوفى سنة (٧٧٩ هـ)، ويوجد هذا المختصر في نسختين بالخزانة الملكية، تحت رقم (٧٢٣٣، ٥٧٠٥)، وقد حَذَفَ منه مختصرُهُ الأخبارَ والحججَ والمناقشات الحديثية الطويلة التي لا يستفيد منها إلا الخواصُّ من أهل العلم، وجرَّد مسائله الفقهية ليسهل على القارئين الإستفادة منه .. أمَّا الأصل فهو ذخيرة حديثية وفقهية مهمة يرجع إليها المتخصِّصون.
٢ - الجانبُ الفقهيُّ:
إن الغرض الأساسي من تصنيف الكتاب هو بيان الأحكام المتعلِّقة بالنظر من أدلتها الشرعية: الكتاب، والسنّة، والإِجماع، والقياس ... ومن هذا الجانب كان الكتاب عظيم القدر لا مثيل له في بابه.
ويمكن إبراز أهمية الكتاب من الناحية الفقهية من خلال النقط التالية:
أ - حُسْنُ التبويب، والدقة في العناوين، وكثرة التفريعات والتفصيلات تحت الباب الواحد:
فإذا أخذنا مثلًا الباب الثاني -وهو أغزر أبواب الكتاب علمًا وتوسُّعًا- وهو "في بيان ما يجوز إبداؤه للناظر وما لا يجوز"؛ نجده أولًا يمتاز بالدقة من حيث عنوانه؛ فإثه معبِّر عن كلِّ الفصول والمسائل والجزئيات المذكورة تحته، ثم يمتاز ثانيًا: بكثرة الفصول والمسائل المنطوية تحته، إذ تبلغ عدد فصوله ثلاثة: فصل في الذكور، وفصل في الإِناث، وفصل في الخنثى؛ وهذه هي أقسام الناس، وتحت هذه الفصول مسائل بلغ عددها في الفصل الأول مثلًا ثلاث عشرة مسألة، أوجز مضمنها فيما يلي:
المسألة الأولى: فيما يجوز للمكلَّف من الرجال إبداؤه، وهو ما فوق السرة ودون الركبة.