لقد اشتهر ابن القطان عند رجال الحديث والفقه من خلال مؤلفاته القيِّمة، التي برهن فيها على قدرته العلمية الواسعة، واطِّلاعه الكبير، فكان في كثير ممَّا انتهى إليه من الآراء والأحكام حجةً.
ولم يظفر بهذا المستوى العلميِّ الذي انتهى إليه ابن القطان من حيث سعة اطلاعه على الحديث: رواية ودراية، إلا نزر قليل في كلِّ طبقة من طبقات الحفاظ المحدِّثين، كشعبة بن الحجاج (ت ١٦٠ هـ)، وسفيان الثوري (ت ١٦١ هـ)، ووكيع بن الجراح (ت ١٩٧ هـ)، ويحيى بن معين (ت ٢٣٣ هـ)،
وعلي بن المديني (ت ٢٣٤ هـ)، ومحمد بن إسماعيل البخاري (ت ٢٥٦ هـ)، ومسلم بن الحجاج (ت ٢٦١ هـ)، وأبو زرعة الرازي (ت ٢٦٤ هـ). . . وغيرهم.
وابن القطان كهؤلاء برز بجهوده المباركة في جميع علوم الحديث، فكان على خبرة شاملة بعلل الحديث، ودراية واسعة بفقهه، فحاز الرتبة المرموقة بين جهابدة الحفّاظ، وكَثُرت النقول عنه في كتب الحديث والرجال من كتاب "بيان الوهم والإِيهام"، وكتاب "إحكام النطر في أحكام النظر بحاسة البصر".
وإذا رجعنا مثلًا إلى كتاب "نصب الراية لأحاديث الهداية" للحافظ جمال الدين الزيلعي (ت ٧٦٢ هـ) سنجده مملوءًا بالقول عن كتب ابن القطان، وكذلك كتاب "التلخيص الحبير" للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ هـ)، و"ميزان