للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد يكون سببًا لثوران هواها، وسَنُبيّن هذا بَعدُ بأَبيَنَ من هذا، فوجب من أجل هذا أن لا يترك [لها] (١) البُدُوّ والإِبداء، (وتؤمر) (٢) بالستر.

أما الغلام الشاب الجميل، فليس في تركه إلى (٣) البدو والإِبداء كلا هذين المعنيين، وإنما يتحقق له أحدهما، وهو استحسان بعض الناظرين له، وقد حكم عليهم بحسب ذلك، مما نبينه إن شاء الله، إذا ذكرنا حكم نظر الرجال إلى المردان .. فأما المعنى الآخر فمفقود في حقهم (وحقه) (٤)، وهو ثوران الشهوة منه بالنظر إليه؛ فلأجل عدم ذلك منه تُرِك البُدُوُّ والإِبداء، والله أعلم.

(١٣) - مسألة: قال القاضي أبو بكر بن الطيب (٥): (ويُنهى) (٦) الغلمان عن الزينة بما يدعو [به] (*) إلى الفساد، من عمل (الأصْدَاغِ والطُّرَرِ) (**)؛ فإنه


(١) لا توجد في الأصل، ولعلها سقطت منه، والسياق يقتضي زيادتها.
(٢) في الأصل: "يومر"، والظاهر ما أثبته.
(٣) كذا في الأصل، والظاهر أنها زائدة.
(٤) في الأصل: "في حقه"، والظاهر ما أثبته.
(٥) المعروف بابن الباقلاني، الملقب بشيخ السنّة، ولسان الأمة، الأصولي، صاحب التصانيف، وكان من أوعية العلم, إليه انتهت رئاسة المالكيين في وقته، اشتهر بحسن الفقه وقوة الجدل، كانت له بجامع المنصور ببغداد حلقة عظيمة، من الذين أخذوا عنه: أبو محمد عبد الوهاب بن نصر المالكي, وعلي بن محمد الحربي، وأبو جعفر السمناني وغيرهم، له مناظرات مع الفرق الكلامية، ومناظرة مشهورة في مجلس عضد الدولة، ومناظرة في مجلس ملك الروم، له مصنفات كثيرة، منها: "كتاب الإبانة عن إبطال مذهب أهل الكفر والضلالة"، و"كتاب الإستشهاد", و"كتاب الأمانة الكبيرة" و"الأمانة الصغيرة في شرح أدب الجدل"، و"الأصول الكبير في الفقه" و"الأصول الصغير" ... وغيرها. انظر ترجمته في: المدارك: ٤/ ٥٨٥.
(٦) كذا في "المختصر"، وفي الأصل: "ومنه" وهو تصحيف.
(*) ساقطة من الأصل، زدتها من المختصر.
(**) الأصداغ، والطرر": الأصداغ: جمع صدغ: ما بين العين والأذن، وهما صدغان: الشعر المتدلي على هذا الموضع. =

<<  <   >  >>