للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللفظ على معناه الحقيقي ومعناه المجازي بإطلاقه عليهما مرة واحدة، فيجب لذلك قصر اللفظ على أبي البعل المباشر.

فإن قيل: قد تضمَّنت الآية بكل حال جواز التبسُّط والإنكشاف بحضرة الحمو: أبو (البعل) (١)، أو عفي لهما عمَّا يقع من ذلك بحكم ضرورة التصرف؛ فكيف يقول النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في حديث عقبة بن عامر:

١٢٣ - "إياكم والدخول على النساء"، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله! أرأيت الحمو (٢)؟ قال: "الحمو الموت" (٣).

قال: أليس الحمو يصدق على أبي البعل صدقه على أخيه في اللغة، فنرى إذن أبا البعل (قد رمَى) (*) النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في التحذير منه بقوله: "الحمو الموت؟ ".


(١) في الأصل: "أبو البو"، والظاهر: "أبو البعل" كما أثبت.
(٢) أحد أقارب الزوج، ومعنى قوله: "الحمو الموت": أي: فلتمت ولا تفعلن ذلك.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب النكاح، باب لا يَخلُوَنّ رجل بامرأة إلا ذو محرم: ٩/ ٣٣٠ (فتح)؛ ومسلم في السلام، باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها: ١٤/ ١٥٣ (شرح النووي)؛ والترمذي في الرضاع، باب ما جاء في كراهية الدخول على المَغيبات: ٣/ ٤٧٤، ثم قال: حديث عقبة بن عامر حديث حسن صحيح.
(قال أبو محمود: الحمو: هو قريب الزوج كأخيه، وابن أخيه، وابن عمّه.
ومعنى الحديث: أي: احذروا الحمو كما تحذرون الموت، وذلك بعدم الخلوة والاطلاع على العورة؛ لأنه عادة يكون مخالطًا وقريبًا، وليس كالغريب، وهذا يحتاج لمزيد احتياط، ويقظة.
وقيل: المراد أن الخلوة بالحمو قد تؤدي إلى هلاك الدين إن وقعت المعصية، أو إلى الموت إن وقعت المعصية ووجب الرجم.
أو إلى هلاك المرأة إن حملت الغيرةُ زوجَها على فراقها وتطليقها، وهذا التحذير من الشارع الحكيم حرص منه على أمن العلاقة بين الزوجين وسلامة البيوت، وطهارة المجتمع .. وحريٌّ بالمسلمين جميعًا في وقتنا هذا وكل الأوقات أن يقفوا موقف المتمسِّك بهذا الأمر النبوي الشريف).
(*) كلمة غير مقروءة.

<<  <   >  >>