ورواه الإِمام أحمد بلفظه: عن أبي ريحانة - رضي الله عنه -: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "حرمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله، وحرمت النار على عين سهرت في سبيل الله"، وذكر عيناً ثالثة. وكذلك رواه الحاكم وقال: صحيح الإِسناد، قاله الحافظ المنذري في: الترغيب والترهيب: ٤/ ٦٦. ومثله ما رواه الأصبهاني: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل عين باكية يوم القيامة إلا عين غضت عن محارم الله، وعين سهرت في سبيل الله، وعين خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله". ومثله أيضاً: ما روى الطبراني: عن معاوية بن حيدة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثة لا ترى أعينهم النار: عين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله، وعين كفت عن محارم الله". وقال الحافظ المنذري: ورواته ثقات معروفون، إلا أبا حبيب العنقري - ويقال له: القنوي - لم أقف على حاله، انظر: الترغيب والترهيب، كتاب النكاح وما يتعلق به: ٣/ ٢، وابن القطان -كما نرى - أعله بالإرسال، وبمحمد بن شمير، والرعيني، وقد روى عن رجل سماه، وعنه: عبد الرحمن بن شريح، وقد أنكره ابن القطان وجزم بأن عبد الرحمن بن شريح تفرّد بالرواية عنه، وقال ابن حبان: روى عنه المصريون، وفي "الميزان": لم يرو عنه سوى عبد الرحمن. انظر: الكاشف: ٣/ ٤٧ , والتعليق رقم (٦) فيه، وهذا الحديث بشواهده يرتقي إلى درجة الحسن. (قال أبو محمود وفقه الله: وأما رواية حديث أبي ريحانة تامة فقد أخرجها النسائي في السير من "السنن الكبرى"، وفي الباب أحاديث أخرى مضعّفة، ومنها: حديث حذيفة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "النظرة سهم مسموم من سهام إبليس مسمومة، فمَن تركها من خوف الله، أثابه الله -عَزَّ وَجَلَّ- إيماناً يجد حلاوته في قلبه". أخرجه الحاكم في المستدرك: ٤/ ٢١٤ وقال: صحيح الإِسناد, وتعقبه الذهبي بقوله: إسحاق واهٍ، وعبد الرحمن هو الواسطي ضعّفوه, قلت: وإسحاق هو ابن عبد الواحد القرشي. =