للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورأى آخر لم يصل كما ينبغي فأمره أن يرجع فيصلي، وقال له: "إنك لم تصلَّ" (١)

ورأى رجلاً يسوق بدنة فقال: "اركبها" (٢).

ويبدو ما لا يحصى ذكره من هذا النوع، مما ليست الرؤية فيها أسباباً للأحكام المذكورة، إنما هي عندها، وإنما أسبابها المرئي؛ فإت الذي وجب عليه إحسان الوضوء بسبب تقصيره، والذي وجب عليه إعادة الصلاة كذلك، والذي نهي عن الصلاة بعد الصبح، سبب نهيه: الزيادة على ركعتي الصبح، والمأمور بركوب البدنة، سبب أمره له: سوقه إياها وإتعابه نفسه، فهذا النوع لم نقصده، وإنما قصدت فيه من رأى امرأة، فأمِرَ أَن يأتي امرأته، أو مُشتَحسَناً فأمر بالتبريك، وأشباه ذلك مما يتبين في نفس الباب -إن شاء الله تعالى-.

وهذا الذي هو مقصود إنما ذكرت منه ما يتَيسَّر وجودُه، وَبَان إلى المخاطر


(١) روى البخاري ومسلم: عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل المسجد، فدخل رجل فصلى، ثم جاء فسلَّم على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ارجع فصل فإنك لم تصلِّ"، فرجع فصلَّى كما صلَّى، ثم جاء فسلَّم على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ"، فرجع فصلَّى كما صلَّى، ثم جاء فسلَّم على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ" ثلاثاً، فقال: والذي بعتك بالحق ما أحسن غيره، فعلمني، فقال: "إذا قمتَ إلى الصلاة فكبر ثم أقْرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئق جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم افعل ذلك في الصلاة كلها".
(٢) في "صحيح مسلم": عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً يسوق بدنة، فقال: "اركبها" قال: يا رسول الله! إنها بدنة، فقال: "اركبها ويلك" في الثانية أو الثالثة".

<<  <   >  >>