للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا رأيتم (المادحين) (١) فاحثوا في وجوههم التراب".

قال: رواه عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر أيضاً (٢)، ولا نعلم يروى عن ابن عمر إلا من هذين الطريقين. انتهى قوله.

وإنما اخترت حديث ابن عمر على حديث المقداد (٣)، وحديث


(١) في مجمع الزوائد وسنن الترمذي: "إذا رأيتم المدّاحين"، ولم أقف على: "المادحين" كما في الأصل.
(٢) ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد": عن عطاء بن أبي رباح، وقال: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط، وقال: رجاله رجال الصحيح: ٧/ ١١٧.
وذكر مثله عن أنس بن مالك، وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه: أحمد بن محمد بن القاسم ابن أبى بزة، ولم أعرفه، وهو حسن الإسناد لو سلم من هذا.
قال المعلق على الحديث نقلاً عن "المؤتلف والمختلف" للَحافظ الأزدي: (قاسم بن أبي بزة، مكي، ومن ولده أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزة". وذكر الهيثمي رواية أخرى عن عبد الله بن عمرو، ثم قال: رواه الطبراني وأحد إسناديه حسن (٧/ ١١٨).
(٣) رواه مسلم في كتاب الفتن، باب النهي عن المدح إذا خيف منه فتنة الممدوح، من طريق صمام بن الحارث، عن المقداد - رضي الله عنه -: أن رجلاً جعل يمدح عثمان - رضي الله عنه -، فعمد المقداد فجثا على ركبتيه، فجعل يحثو في وجهه الحصباء، فقال له عثمان: ما شأنك؟ فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا رأيتم المدّاحين فاحثوا على وجوههم
التراب" (صحيح مسلم بشرح النووي: ١٨/ ١٢٧ - ١٢٨)؛ ورواه أبو داود في باب كراهة التمادح: ٧/ ١٧٥؛ ورواء الترمذي في كتاب الزهد، باب ما جاء في كراهية المدحة والمدّاحين، وفيه: "قام رجل فأثنى على أمير من الأمراء، فجعل المقداد يحثو في وجهه التراب، وقال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نحثو في وجوء المدّاحين التراب" قال: "وفي الباب عن أبي هريرة"، ثم قال: "هذا حديث حسن صحيح "؛ واين ماجه: ٢/ ١٢٣٢
والمقداد بن الأسود: هو المقداد بن عمرو الكنديّ، ويكنى: أبا معبد، وإنما نسب إلى الأسود بن عبد يغوث، لأنه كان قد تبنّاه وهو صغير، قاله الترمذي (٤/ ٦٠٠) =

<<  <   >  >>