للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شهادة التبشير]

يكشف كتاب ألف عن خطة التبشير على ضوء دراسة الاتجاهات المعاصرة في الجدل بين الإسلام والنصرانية، اهتمام التبشير بتجديد الإسلام وإصلاحه من داخله! فيقول مؤلف الكتاب هاري درمان Harry Dorman:

" يتوقع من المبشرين في الأقطار الإسلامية في ظرف عدة أعوام، أن تثمر جهودهم في تجديد الإسلام وتطويره، أكثر من تطوير عقلية المسلمين وتغييرهم، ومما لا شك فيه أن هذا مجال واسع مفتوح للعمل لا يغفل عنه في أي حال".

ويدعو الكاتب المبشرين إلى تدعيم صلات التعاون مع حركات التجديد الإسلامي، متى كان الظرف مواتيًا ومناسبًا لما يمكن أن تؤديه من خدمة للتبشير (١).

وكان الاتجاه نفسه قد برز في مؤتمر المبشرين في أول هذا القرن في القاهرة عام (١٩٠٦ م) فقد ناقش المؤتمر موضوع "الإسلام الجديد" وأبدى حماسة لحركات الإصلاح الدينية الجديدة مثل حركة سيد أحمد خان في الهند، والتي تقرب المسلمين من تعاليم أوروبا وبالتالي من النصرانية (٢)، ونقرأ في وثائق المؤتمر السرية تقرير القس غيردنر Gairdner الذي يقول:

"إن حركة التحرر Liberalism في الإسلام لم تتطور هنا (في مصر) كما هي الحال في الهند، ولا يزال المسلمون هنا بعيدين بدرجة كبيرة عن "الإسلام الجديد" الذي نما في الهند، ولكن مع ذلك فإنه قد بدأت تنشأ في مصر حركة إصلاح تزداد أهميتها كل يوم، والذي يقود هذه الحركة هو المفتي الأكبر السابق محمد عبده، الذي يدعو إلى (العودة إلى القرآن) مع عدم قبول الحديث كحجة في مسائل العقيدة، ويقال إن له تأثيرًا في صغار المشايخ والأفندية، إلا أن المشايخ كبار السن ينظرون إليه بعين الشك. . . وبالرغم من كل شيء فقد ترك آثاره ويوجد الآن كثير من الشباب ممن تلقوا تعليمًا غربيًا يحملون آراءه ويطورونها. ولكن -يجب ألا نظن أن هذه الحركة التحررية تذهب بعيدًا في


(١) Dorman, Harry Gaylord, "Towards Understanding Islam", P.٢١٦.
وانظر: "الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية" الندوي ص ١٨٤.
(٢) انظر: "الغارة على العالم الإسلامي" محب الدين الخطيب واليافي ص ٨٩.