اللهمّ فصلّ عليه وعلى آله الطاهرين وأصحابه الذين أضحوا على أهل الشرك ظاهرين، وارض اللهمّ عن الأنصار والمهاجرين ومن تبعهم بإحسان إلى (٣) يوم الدين، إنّك بالإجابة جدير، وأنت على كلّ شئ قدير، يا نعم المولى ويا نعم النصير.
وبعد: فإنّ خير الكلام ما شغل بذكر بعض محاسن من جمع الله تعالى له ملك الدنيا إلى ثواب الآخرة، وعزّة النفس إلى بسطة العلم، ونور الحكمة إلى نفاذ الحكم وجعله مبرّا على سائر ملوك العصر، كما فاق بملكه على جميع سلاطين الدهر، بخصائص من العدل، وخلائل من الفضل، ودقائق من الكرم المحض، وعزائم قد شاعت فى أقطار الأرض، لا يدخل أيسرها تحت العادات، ولا يدرك أقلّها بالعبادات، ومحاسن سير تحرسها أسنّة الأقلام، وتدرسها ألسنة الليالى والأيّام، فأصبحت الأيّام بدوام أيّامه تميس إعجابا، والأزمنة بعد هرمها بزمانه قد عادت شبابا، فلذلك وجب على كلّ ذى عقل ودين، بل على كافّة الناس من سائر الملل أجمعين أن يمدّوا بالدعوات الصالحة، بأفكارهم القادحة لدوام أيّامه وخلود سلطانه وبقاء ملكه واستمرار زمانه، لأنّه زمان، قد جمع بين العدل والإحسان، والخصب والأمان والطمأنينة، وقد قيل: الأوطان حيث يعدل السلطان، وعدل السلطان خير من خصب الزمان، فكيف إذا اجتمعت هذه الخلال فى بعض محاسن مولانا السلطان، ملك العصر والزمان، والمؤيّد بالملائكة والقرآن، سيّدنا ومولانا ومالك رقّنا السلطان الأعظم الملك الناصر أيا المعالى صاحب هذه المناقب والمفاخر، ناصر الدنيا والدين محمّد ابن مولانا السلطان الشهيد الملك المنصور، سيف الدنيا والدين قلاون الألفى الصالحى (٤).
وذلك أنّ صدقاته العميمة الشاملة شرقا وغربا، الذاهبة غورا ونجدا،