للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل (١)

فيما بين كلّ سماء وسماء

وما ورد من ذلك من (٢) الأنباء

قد ذكرنا مذهب الأوائل فى صور الأفلاك وما يتعلّق بها، وأمّا على مذاهب المشرّعين: (٣) فهى السموات عندهم، وقد ورد فى الجهة أخبار عن ابن عبّاس وأبى ذرّ وأبى هريرة رضوان الله عليهم.

فأمّا حديث العبّاس، فقال أحمد بن حنبل (٤) رحمه الله بإسناده إلى العبّاس ابن عبد المطّلب رضى الله عنه، قال: كنّا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء فمرّت سحابة فقال: أتدرون ما هذه؟ قلنا: السحاب، قال: والمزن، قلنا: والمزن، قال: والعنان، قلنا: والعنان، قال: وسكتنا، فقال: هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: بينهما مسيرة خمس مائة سنة وبين كلّ سماء وسماء خمس مائة سنة، وكيف كلّ سماء خمس مائة سنة، وفوق السماء السابعة بحر بين أعلاه وأسفله كما بين السموات والأرض، ثم فوق ذلك ثمانية أو غال بين ركبهنّ وأظلافهن كما بين السماء والأرض، والله تعالى فوق ذلك وليس يخفى عليه شئ من أعمال بنى آدم.

وأمّا حديث أبى ذرّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بين الأرض إلى السماء مسيرة خمس مائة سنة، وغلظ كلّ سماء خمس مائة عام، والأرضين مثل ذلك، وما بين السماء السابعة إلى العرش مثل جميع ذلك، ولو جفرتم لصاحبكم ثم وليتموه لوجدتم الله ثمّة.


(١) مأخوذ من مرآة الزمان ٤٤ آ،٦
(٢) من: فى
(٣) المشرعين: المتشرعين
(٤) مسند أحمد بن حنبل ١/ ٢٠٦