وكان حسن السيرة، كثير العدل، قويّ العزم، شديد الصولة، عظيم المهابة، سفّاكا للدماء، مظفّرا في غزواته. ملك عدة ممالك، وغلب على أكثرها، وامتنع من أداء الخراج للخليفة؛ وعاد الخليفة يلافيه ويكاتبه ويلاطفه ويخشاه.
وله أحوال كثيرة، وأحكام غريبة. وكان موفّقا في جميع أموره. والله أعلم.
ذكر سنة تسع وخمسين ومائتين
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم خمسة أذرع فقط. مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وخمسة أصابع ونصف.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة المعتمد على الله أمير المؤمنين.
وفيها غلب يعقوب الصفّار على خراسان وأسر محمد بن طاهر. والسبب في ذلك ما ذكره صاحب كتاب الدول أنه وقع بين يعقوب بن الليث وبين قائد من كبار قواد سجستان-وهو عبد الله بن صالح السجزي-واقع أدّى إلى حرب في الليل فوقعت من عبد الله ضربة في وجه يعقوب أثخنته ثم هرب عبد الله في باقي الليل خوفا منه ومضى إلى نيسابور فآمنه محمد بن طاهر وجعله في جملته. وبلغ يعقوب الخبر فخرج من سجستان فلمّا قرب من نيسابور بلغ