الماء القديم خمسة أذرع وخمسة وعشرون أصبعا. مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعا وأربعة أصابع.
[ما لخص من الحوادث]
الخليفة الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين مستمر الحكم، مطاع الأمر فى أقطار الأرض. والسلطان صلاح الدين سلطان الإسلام بالديار المصرية وما معها، وهو فى حرب الفرنج على عكا حسبما تقدم من الكلام فى السنة الخالية. وحصار عكا باق من جهة الملاعين. وكانوا قد بنوا أبرجة عظيمة بظاهر عكا، وعادوا يقاتلون أهلها من عليها. فلما كان ظهر يوم السبت ثامن عشر ربيع الأول من هذه السنة أحرقت أهل عكا تلك الأبرجة بالنفط. وعظم ذلك على الفرنج، كأنهم كانوا استظهروا عليهم بها.
وفيها وصل إلى خدمة السلطان صلاح الدين جماعة من ملوك الإسلام، وهم: الملك العادل عماد الدين زنكى بن مودود، وابن أخيه معين الدين سنجر شاه، والملك السعيد علاء الدين صاحب الموصل، [وزين الدين يوسف] صاحب إربل. وكان فى ذلك حروب ومناوشات بين الفريقين، وقتل من الطائفتين خلق عظيم. هذا والرسل تتردد بينهم، وكل من الجمعين خائف من الآخر. وكان السلطان صلاح الدين رجلا مسلما، ساذج الباطن، مستسلم النية، كثير الدين، خال من المكر والخداع، صادق القول، عديم الكذب والسفه. وكان الفرنج يتحققون منه ذلك، فعادوا يشغلونه بالمراسلات والمواعيد الكاذبة، ويسوفوا به الأوقات إلى حين تعافى