مجلّدات كلّها، منها التوراة والإنجيل ومصحف آخر محلا بفضّة، فيه منافع الأحجار والأشجار والحيوانات وطلّسمات عجيبة. فحمل ذلك كلّه للوليد ابن عبد الملك. وكان فيهم مصحفا يتضمّن عمل الصنعة وأصباغ اليواقيت. ووجد فيه فقّاعة كبيرة مملوءة بإكسير الكيمياء.
ولمّا فتحت، تفرّقت المسلمين في مدنها واستوطنوها، ولم يزالوا بها إلى أن صار إليهم عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان في سنة ثمان وثلاثين ومائة. فغلب عليها، ولم تزل ذرّيّته بها إلى آخر وقت، والله أعلم.
<ذكر مملكة الترك>
وأمّا الترك فهم من أولاد يافث أيضا. وهم أجناس كثيرة، ومنهم أصحاب مدن وحصون، ومنهم قوم في رؤوس الجبال والبراري والصحاري، في خراثي لبد، ليس لهم ما يموّنهم إلاّ ما يصيدونه، ويأكلون سائر الحيوانات، وسائر الطيور. وملكهم الأكبر يقال له: خاقان. وله سرير من ذهب، وهو الذي يعرف بصاحب التخت. وله تاج ومنطقة ذهب مرصّعة، ولباسه الحرير.
وقيل: إنّ ملكهم الأعظم لا يكاد يظهر، وسائر القبائل يعظّمونه