ويحترمونه. وفي هذه القوم سحر وعقل ودهاء وشدّة وبأس.
ودينهم أنّ الملك فيهم يومئذ توقد له نار عظيمة، ويتكلّم بنفسه (٦٩) كلام يعلمه، وهو مقبل على كلّ تلك النار، فيرتفع له منها وجه عظيم، فإن كان إلا الخضرة، كان الخصب والغيث عندهم كثير ذلك العام، وإن كان إلى البياض، كان جدب وقحط، وإن كان إلى الحمرة، كان إراقة دماء وحروب وشرور، وإن كان إلى الصفرة، كان وباء وعلل وأمراض، وإن كان أسود، فيعزّى الملك في نفسه، ويوصّي غيره، ويموت في تلك السنة، والله أعلم.
<ذكر مملكة خراسان>
وأمّا ملوك خراسان، مثل الأسروسة والبرجاس والدّيلم وفرغانة والأورا والأكراد والشاس وماوراء النهر، فقد كانت لهم ملوك عدّة، ومذاهب، وأكثرهم كانوا يعبدون النار ويتمجّسوا.
ويقال: إنّ أردشير بن بابك رأى شيطانه، فقال له: علّمني علما أنتفع به. فقال: على أن تنكح أمّك وتتّخذها. فصار أصل المجوس