واستولى على الخلفاء العباسيين، وعمل له ببغداد دار سلطنة، ونقض كلمة الخلفاء.
وهؤلاء القوم نسبهم فيه قولان، وإن كان تقدم من ذكرهم طرف. فمن الناس من يدعى أنهم تركمان، وأن سلجوق جدّهم كان فى جملة عسكر بنى بويه الديالمة.
والصحيح أنهم من السامانية، أصلهم يرجعون إلى الفرس من ملوك العجم. ولهم تاريخ مستقل بذاته، إذ لو شرحناه لكان جزءا كاملا، وإنما نذكر عدة ملوكهم الذين ملكوا الدنيا، ونؤخر من ذلك كلاما يأتى فى موضعه، إن شاء الله تعالى.
[ذكر عدة ملوك بنى سلجوق]
أولهم ميكائيل بن سلجوق وهو أجل ملوك السلجوقية، كما كان إسماعيل أجل ملوك السامانية. ثم محمد بن ميكائيل بن سلجوق، ثم أبو الحرب سنجر سلطان، ثم أبو القاسم محمد طبر، ثم أبو عبد الله بن محمد بن محمد طبر، ثم طغريل ملكشاه، ثم غياث الدين أبو الفتح، ثم السلطان مسعود بن محمد طبر، ثم ملكشاه ابن محمد بن محمد طبر، ثم عضد الدولة أبو شجاع ألب رسلان صاحب دار الملك والسلطنة ببغداد. ثم كان السلطان علاء الدين بن تكش خوارزم شاه، وهو ابن مملوك طغريل بك السلجوقى، ثم ولده السلطان جلال الدين منكبرتى خوارزم شاه، وسيأتى ذكر هذين الملكين وأخبارهم مع التتار فى تاريخهم إن شاء الله تعالى.
فهؤلاء عدة ملوك بنى سلجوق رحمهم الله. وهم الذين فتحوا البلاد، وقادوا الجيوش، ونصروا الملة المحمدية لما ظهروا، وامتحنت بدولتهم سائر الدول، وأعلوا منار هذه الملة المحمدية على جميع الملل. وعلى ما كانوا عليه من اللغة التركية