رمحا وعرضه رمحان؛ وكان كذلك عند غروب الشمس. وأقام كذلك ثلاث ساعات.
وفيها خرج جراد عظيم سدّ عين الشمس وأهلك كثيرا من الثمار.
ذكر سنة أربع عشرة وثلاثمائة
النيل المبارك في هذه السنة
(٢٩٤) الماء القديم خمسة أذرع وإصبع. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وستة أصابع.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة المقتدر بالله أمير المؤمنين. وتكين أمير مصر. وعماله بحالهم إلى أن صرف القرطبي وولّي محمد بن عليّ الماذرائي.
وفيها سار القرمطيّ إلى نحو مدينة السلام ووصل إلى عقرقوف، وخرج إليه موسى الطوسي وبنو حمدان حسبما يأتي من ذكره إن شاء الله تعالى.
[ذكر بني حمدان ومبدأ أمرهم]
قال أبو منصور الثعالبي رحمه الله: كان بنو حمدان ملوكا أوجههم للصباحة، وألسنهم للفصاحة، وأيديهم للسماحة، وعقولهم للرجاحة. وسيف الدولة أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان مشهور بسيادتهم، وواسطة قلادتهم، وحضرته مقصد الوفود، ومطلع الجود، وقبلة الآمال، ومحطّ الرحال، وموسم الأدباء، وحلبة الشعراء. ويقال إنّه لم يجتمع بباب ملك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من شيوخ الشعر، ونجوم الدهر. <وكان محبّا لجيّد