الفرس قال له الرشيد: يا أبا عبيدة! ما تقول؟ فقال: أصاب في بعض وأخطأ في بعض؛ فالذي أصاب فيه مني تعلّمه، والذي أخطأ فيه ما أدري من أين أتى به!
ذكر سنة أربع وثمانين ومائة
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم ذراعان وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وأربعة أصابع.
ما لخّص من الحوادث (١٠٧)
الخليفة الرشيد هارون بن محمد المهدي. والليث بن الفضل على الحرب، والخراج عليه محفوظ بن سليمان ضامنا له. وخرج القاضي <ابن> مسروق إلى العراق وهو مستمرّ في القضاء، واستخلف ابن الفرات.
وفيها كان أول تغيّر الرشيد على البرامكة. وذلك أنّ جعفر بن يحيى كان قد بنى في هذه السنة دارا عظيمة الشأن لم ير لها من قبلها مثيل؛ وكان انتهاؤها في هذه السنة. فلمّا اكتملت فرشت فرشا هائلا، وجلس جعفر فيها وقد أحاطت به آل برمك في أعظم هيئة وأبهى زيّ، وأنعم في ذلك اليوم بما تحرّر وتقديره عشرة آلاف ألف درهم؛ وكان يوما مشهودا لم ير الناس مثله، وامتدحته الشعراء قياما بين يديه، واستعظمت الناس ما رأوه في ذلك اليوم من عظيم ملك آل