للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سبع (١) نفر؛ وهم انغاى السلحدار، واروس، وطرنطاى الساقى، واقسنقر الحسامى، والطنبغا الجمدار، واناق، ومحمد خواجا. وسمروا، وقطعت ايديهم وعلقت فى حلوقهم، وطيف بهم على الجمال بالقاهره ومصر. وكان بالقاهره صراخ وبكى وعويل ما لا يمكن شرحه. واما بهادر راس نوبه واقوش الموصلى، فقتلا واحرقا فى المجاير بباب المحروق. واما لاجين وقرا سنقر، فانهما تغيبا بالقاهره، ووقع عليهما الطلب والمناداه. وكان كتبغا مايل (٦) اليهما، فكان يسدّد، ولا يشدّد، والله اعلم.

كان مده مملكه السلطان الشهيد الملك الاشرف ثلاث سنين وسبعه وخمسين يوم (٧).

فانه جلس فى الملك بعد وفاه السلطان الشهيد والده فى النصف من شهر دى القعده سنه تسع وثمانين وستمايه، واستشهد ثانى عشر المحرم سنه ثلث وتسعين وستمايه، رحمه الله تعالى وساير ملوك المسلمين.

[ذكر بعض شى من محاسنه رحمه الله]

كان ملكا جليلا جميلا، سمحا جوادا، شجاعا مقداما جسورا، عجولا لا يفكر فى عواقب الامور، ولا فى نكبات الدهور. ادا عنّ له امر، اقدم عليه من غير رويه ولا نظر ولا مشوره. دو هيبه عظيمه زايده جدا، لا يخرج الامرا من بين يديه وفيهم عين تطرف، ولا يعبر اليه احد منهم (٣٠٨) ويظن انه يعود يرجع الى اهله سالما.

حكى والدى رحمه الله قال: سمعت الشجاعى يقول ذات يوم فى خلوة من مجلسه «هدا السلطان»، الداخل اليه مفقود، والخارج من عنده مولود». قال والدى:

فعلمت ان انفسهم منه ملآنه خوف.


(١) سبع: سبعة
(٦) مايل: مائلا
(٧) يوم: يوما