الأيمان بعد توكيدها فقال: إنما أنت تكرهين ولدي موسى كما كنت تكرهين أمّه! فأمسكت عنه وعلمت أنّ أمره يؤول إلى الفساد. فبعث إلى أخيه المأمون- وهو يومئذ بخراسان-يأمره في الحضور لختان ولده موسى، وأنه لا يمكنه ذلك إلاّ بحضوره. وبعثت عيون المأمون يعرّفونه المراد به. فتعلّل المأمون عليه واحتجّ وأنفذ هدايا نفيسة من طرف البلاد. فلمّا يئس من حضوره خلعه وجاهره وبايع لولده موسى ولقّبة «الناطق بالحقّ».وأخذ البيعة من بعد ولده موسى لأخيه عبد الله <وأمّه أمّ ولد. ونقش أيضا اسمه على الدينار والدراهم>.ولم يجعل للمأمون في ذلك شيئا وسبّه وقال: وما المأمون؟! (١٤٠) إن هو إلاّ ابن أمة كتعاء! ثم جهّز له الجيوش والعساكر يقدمها عيسى بن يعلى. ولمّا بلغ المأمون ذلك أخرج الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان ليلتقي عساكر الأمين فالتقيا بعد حديث طويل هذا زبد منه. وكسرت جيوش الأمين، وقتل عيسى بن يعلى. وتقدّم الحسين إلى بغداد وحاصر الأمين بقية هذه السنة حتّى دخلت سنة سبع وتسعين ومائة؛ حسبما يأتي في ذكر السنة إن شاء الله تعالى.
ذكر سنة سبع وتسعين ومائة
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم سبعة أذرع فقط. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وستة عشر إصبعا.