من بيت المال درهمين كلّ يوم، فلمّا ولى عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه قيل له:
لو أخذت ما كان عمر يأخذ، فقال: إنّ عمر كان لا مال له، وأنا لى ما يغنينى.
وقال عمر: أتدرون ما يحلّ لى من مال الله؟ يحلّ لى حلّتان: حلّة للشّتاء وحلّة للصّيف، وما أحجّ عليه وأعتمر من الظهر، ومولى، وقوت عيالى كقوت رجل من قريش ليس بأغناهم ولا بأفقرهم، ثم أنا بعد ذلك رجل من المسلمين يصيبنى ما أصابهم.
سمع عمر رجلا ينشد:
فلولا ثلاث هنّ من عيشة الفتى ... وجدّك لم أحفل متى قام عوّدى (١)
فقال عمر: لولا أن أسير فى سبيل الله، وأضع جبهتى على الأرض لله، وأجالس قوما ينتقون أحسن الحديث، كما ينتقى أطايب الثمر، لم أبال أن أكون متّ.
ذكر سنة أربع عشرة للهجرة النبويّة
النيل المبارك فى هذه السّنة:
الماء القديم ستّة أذرع وعشرة أصابع، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وثمانية عشر إصبعا.
ما لخّص من الحوادث
(١٣٩) الإمام عمر بن الخطّاب رضى الله عنه أمير المؤمنين بالمدينة، والجيوش الإسلاميّة فى حروب الشّام، وفيها أمر عمر رضى الله عنه بقيام شهر رمضان، وكتب بذلك إلى سائر الأمصار التى عادت فى أيدى المسلمين،