للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على قاضى القضاة بدمشق شمس الدين بن خلكان، وعوقوه عند الامير علم الدين الحلبى بالميدان؛ (٢١٢) وسبب دلك انه كان افتى بقتال المصريين. ثم بعد دلك ورد كتاب بالعفو عن الجميع، بعد ما قيل فيه: «انتم جعلتمونا خوارج، فكان سنقر الاشقر من نسل العباس!».

فلما كان يوم الاربعا حادى عشرين ربيع الاول وصل بريد، وعلى يده تقليد الامير حسام الدين لاجين المنصورى بنيابه دمشق، وتقى الدين توبه وزيرا بها.

ولبسوا الامير حسام الدين لاجين خلعة النيابه، ورجعوا به من الميدان الى تحت القلعه. فلما وصلوا باب السر، ترجلوا جميعهم. وترجّل الامير حسام الدين، وقبّل عتبه باب السر ثلاث مرار. ثم اراد الحلبى ان يعضده حتى يركب فابا (٩)، وحلف براس السلطان ما يفعل تواضعا منه للامير علم الدين الحلبى.

وفيها فى يوم الاحد سادس عشر جمادى الاخره وصل اول الجفّل من حلب وحماه وحمص. وسبب دلك، لما وردت الاخبار بمجى (١٢) التتار والارمن الى حلب واحرقوا الجامع، واخد اهل سيس المنبر، ورجعوا سالمين.

ذكر تملك الملك الصالح ابن (١٤) السلطان الشهيد الملك المنصور رحمه الله

هو الملك الصالح علا الدين على بن مولانا السلطان الشهيد الملك المنصور سيف الدنيا والدين قلاوون الالفى النجمى الصالحى. ركب فى دست الملك فى حادى عشر شهر رجب (١٧) الفرد من هده السنه المدكوره، وجعله مولانا السلطان الشهيد ولى عهده.

وحلف له ساير الامراء والجيوش المنصوره بمصر والشام.


(٩) فابا: فأبى
(١٢) بمجى: بمجئ
(١٤) ابن: بن
(١٧) حادى عشر شهر رجب: فى ابن الفرات ج‍ ٧ ص ١٨٦ «سابع عشر جمادى الاخرة»