نواحي الريّ ورجع الناصر إلى بلاد الديلم ولم يتمّ له أمر. ثم أنفذ كرة ثانية جيشا مع كاكي والحسن بن الفيروزان فهزمهما صعلوك وقتلا في الوقعة. ثم خرج الناصر بنفسه وسار إلى صعلوك. وكان مع الناصر كما ذكر المكثّر عشرة آلاف رجل من الديلم والجيل وأكثرهم رجّالة وعارين من السلاح. وكانت عدّة الخراسانية نيفا وثلاثين ألف رجل على غاية القوة والمنعة فانهزموا وقتل الديلم مقتلة (٢٨٠) عظيمة وألجأوهم إلى بحر طبرستان فكان من غرق أمثال من قتل.
قال صاحب كتاب الدول، وقال الصابي في الكتاب التاجي يقال إنّ المفقودين كانوا نيفا وعشرين ألفا. وقال حمزة بن الحسن الإصفهاني صاحب تاريخ إصفهان: كان المفقودون سبعة آلاف رجل، وكانت هذه الوقعة في سنة ثلاثمائة، واستقرّ أمر الناصر. والله أعلم.
ذكر سنة إحدى وثلاثمائة
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم اثنان وعشرون إصبعا بغير أذرع. مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعا وإصبع واحد.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة المقتدر بالله أمير المؤمنين.
فيها قتل أحمد بن إسماعيل ملك خراسان. وكان سبب قتله كلام كثير ملخّصه أنّ ابن قارن صاحب جبل دنباوند استأمن إليه فأقام ببابه أياما كثيرة لم يصل إليه. فشكى ذلك إلى كندا تكين كنداجور الديلمي أحد قوّاد الملك أحمد