الخليفة فيهما الإمام المقتفى لأمر الله أمير المؤمنين، وبنو سلجوق بحالهم.
والظافر خليفة مصر حتى قتل سنة تسع حسب ما يأتى من ذكر ذلك.
وفى سنة ثمان غيّروا (كذا) الإسماعيلية دين الإسلام، وشربوا الخمور، وفجروا ببناتهم وأمهاتهم وخواتهم، وفعلوا كلّ محرّم فى شهر رمضان ليلا ونهارا، وأحرقوا الجامع وجميع المشاهد التى كانت عندهم والمنابر.
وقيل فى هذه السنة ملكت الفرنج عسقلان، بعد قتال شديد وحرب أكيد، قتل فيه بين الفريقين خلق كثير. وطلبوا (كذا) المسلمين من الفرنج الأمان، وكان سبب ذلك أنّ المسلمين الذين كانوا بعسقلان عادوا لما عجزوا عن الفرنج وطالعوا إلى مصر عدة مطالعات يستصرخون ويطلبون النجدة، وهم فى أشدّ الأحوال منتظرين النجدة تأتيهم من مصر. وقد صبروا الصبر العظيم. فبينما هم كذلك وإذا بمركب صغير قد أقبل إليهم من قبل مصر، فاستبشروا وظنّوا النجدة تكون خلفه.
فلما وصل إليهم طلع من المركب راجل واحد وعلى يده كتاب، فسلمه للنايب بعسقلان، فإذا فيه مكتوب: ساعة وقوفك عليه وقبل وضعه من يدك تسيّر إلينا جرزة قصب فارسى من مقصبة عسقلان