الخليفة المنصور عبد الله بن محمد بن علي. ومحمد بن عبد الرحمن على حرب مصر إلى أن توفّي في هذه السنة فولّى مكانه موسى بن عليّ بن رباح اللخمي، ومحمد بن سعيد على الخراج، والقاضي ابن لهيعة بحاله.
روي أنّ الإمام الحارث بن أسد المحاسبي رضي الله عنه مرّ وهو صبيّ بصبيان يلعبون على باب رجل (٤٩) تمّار فخرج صاحب الدار وبيده تميرات فقال للحارث: كل هذه التميرات يا صبي! فقال له الحارث: ما خبروك فيهنّ؟ قال التّمار: بعت الساعة تمرا من رجل فسقطن من تمره. فقال له الحارث:
أتعرفه؟ قال: نعم. فأقبل الحارث على الصبيان الذين يلعبون على باب دار التمّار فقال لهم: هذا الشيخ مسلم؟ قالوا: نعم! فذهب واتّبعه الشيخ فأمسكه وقال: والله لا أدعك حتّى تقول لي ما وقع في نفسك مني! فقال: يا شيخ! تطعم أولاد المسلمين السّحت وأنت مسلم؟! أطلب صاحب التمر كما تطلب الماء إذا عطشت حتى تبرأ من التباعة! فقال الشيخ: والله لا تخرب ألفها أبدا.
ذكر سنة ثمان وخمسين ومائة
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم ذراعان فقط، مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وإصبعان ونصف محرّرا.