ومن نكت المعتصم ما رواه الطبريّ رحمه الله أنّ المعتصم كان ذات يوم في بستان له راكبا حمارا مصرّيا-وكان هذا عوائد الخلفاء في البساتين-فدخل عليه الحاجب يعرّفه بحضور خارجيّ قد مسك فأمر بإحضاره. فلمّا صار بالقرب من المعتصم قبض على مقبض سيف من بعض الموكّلين به ووثب على المعتصم، وانهزم الموكّلون به. فلمّا أراد أن يضرب المعتصم وهو راكب لم يتغيّر؛ فقال المعتصم: يا غلام! إضرب عنقه! فالتفت الخارجي ينظر لمن القول فوثب المعتصم عليه ولكمه أرماه كالحجر ثم تناول السيف منه وذبحه به ورجع إلى مركوبه ولم يتغيّر عليه شيئ، وأمر به فسحب ولا (١٨١) تعرّض لأحد من موكّليه؛ وإنما منذ ذلك اليوم جعل مملوكا يحمل السلاح حيث كان فاستمرّ الحال على ذلك.
ذكر سنة ثلاث وعشرين ومائتين
النيل المبارك في هذه السنة
الماء القديم ذراعان وأربعة وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة ستّة عشر ذراعا وأحد وعشرون إصبعا.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد. وموسى بن أبي العبّاس بحاله. وولي سعيد بن البختكان مع المنذر بن الجارود الخراج جميعا.