وسيأتى ذكر ذلك فى موضعه، وبعث علىّ عليه السّلام مالك الأشتر النخعى واليا إلى مصر، فسمّ فى الطريق، ومات قبل دخوله إلى مصر، وسيأتى ذكر ذلك أيضا فى مكانه اللائق به إن شاء الله تعالى.
ولمّا دخل علىّ الكوفة انحاز عنه اثنا عشر ألفا من القرّاء وغيرهم، وجعلوا عليهم شبيب بن ربعى، وعلى صلاتهم عبد الله بن الكوّاء اليشكرى، وكان اجتماعهم بقرية يقال لها حرورة فلذلك سمّوا بذلك الحرورية، وخرج إليهم علىّ، وكان له معهم مناظرات يأتى ذكر شئ من ذلك فى موضعه، إن شاء الله تعالى.
ذكر الحكمين وأمر التّحكيم
قال (١) المسعودى رحمه الله: وفى سنة ثمان وثلاثين، كان اجتماع الحكمين بدومة الجندل، فبعث على كرّم الله وجهه عبد الله بن عبّاس، وشريح بن هانئ الهمدانىّ فى أربعمائة رجل، فلمّا وصل القوم المكان الذى كان فيه الاجتماع قال ابن عبّاس لأبى موسى: إنّ عليّا لم يرض بك حكما، لفضل غيرك والمقدّمين عليك، وإن النّاس أبوا إلاّ أنت، وأظنّ ذلك لشرّ يراد بهم، وقد رموك