للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حكم الظلام. هنالك تحقّقوا أنّ الهزيمة حقّا، فتبعوا هنالك المسلمين غربا وشرقا

وكان وصول الركاب الشريف السلطانىّ عزّ نصره وطلوعه إلى قلعة الجبل المحروسة ثالث عشر شهر ربيع الآخر كما يأتى ذكر أخباره السارّة بعد ذلك، إنشا الله تعالى (٥)

[ذكر ما جرى لدمشق من الأحوال الناكدة]

ولمّا تحقّق الأمر عند أهل دمشق اشتدّ خوفهم وكثرت الأراجيف واختلفت الأقوال. فمنهم من قال إنّ غازان مسلم، وإنّ غالب جيوشه كذلك، وإنّهم لم يتبعوا المسلمين من المنهزمين، وبعد انفصال الوقعة لم يقتلوا أحدا (١٠). وكثرت الأقاويل فى ذلك. فلمّا كان يوم السبت رابع اليوم من الوقعة وقعت صيحة عظيمة بالبلد، وخرجت النسا مهتّكات لمّا بلغهم أنّ التتار دخلوا البلد. ولم يكن لذلك ضجّة، وانفرجت فى ساعة، لكن بعد ما مات فى ذلك اليوم على أبواب دمشق جماعة نحو من عشرين نفر، منهم شخص يسمّى النجم المحدّث البغدادىّ. وذلك لعظم الازدحام بالأبواب. وكان ليلة السبت قد خرج من البلد جماعة من أعيان الناس وكبار البلد وهم قاضى القضاة إمام الدين، والقاضى جمال الدين المالكىّ، وتاج الدين بن الشيرازىّ، ووالى البلد ووالى البرّ والمحتسب مع جماعة كبيرة من بياض الناس، وتوجّهوا إلى الديار المصريّة. وفى ليلة الخميس، أحرقوا المحابيس، باب سجن باب الصغير، وخرجوا منه فى عدّة مايتى


(٥) إنشاء الله تعالى: بالهامش
(١٠) أحدا: أحد